مؤسسة بيل ومليندا غيتس تتعاون مع دولة الإمارات لتسريع وتيرة الجهود المبذولة في تعزيز النظم الغذائية من خلال الاستثمار في إيجاد حلول زراعية مبتكرة
المؤسسة تدعو الجهات المانحة إلى تمويل استثمارات المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) خلال الفترة 2025 – 2027، بهدف الوصول إلى 500 مليون مزارع بحلول عام 2030 والحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن القطاع الزراعي بمقدار 1 جيجا طن سنوياً
دبي، الإمارات، 1 ديسمبر 2023: أعلنت مؤسسة بيل ومليندا غيتس تعاونها مع الإمارات بهدف تسريع وتيرة تطوير الحلول المبتكرة التي تدعم صغار المزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وتعزز قدرتهم على التأقلم مع تداعيات التغير المناخي. وقد تعهدت المؤسسة ودولة الإمارات بتكريس التزامات مالية جديدة بقيمة إجمالية بلغت 200 مليون دولار لمواجهة التحديات المباشرة والتهديدات طويلة الأجل المترتبة على قضايا انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بفعل التغير المناخي.
جاء هذا الإعلان خلال القمّة العالمية للعمل المناخي، بحضور كل من بيل غيتس، الرئيس المشارك لـ "مؤسسة بيل ومليندا غيتس"؛ ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات. وقد دعا بيل غيتس قادة العالم إلى تكثيف جهودهم في تطوير القطاع الزراعي واعتباره ركيزةً أساسيةً ضمن مبادرات التمويل المناخي العالمية، مع ضرورة توسيع نطاق الدعم للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR).
وتساهم منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي يعتمد أكثر من 60% من سكّانها على الزراعة للحصول على الغذاء وتأمين الدخل، فقط بـ 4% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً. وخلال السنوات الأخيرة، أدت سلسلة من الأحداث المناخية المتطرفة، مثل حالات الجفاف الشديد في منطقة شرق أفريقيا والفيضانات المُدمرة في منطقة غرب أفريقيا، إلى تراجع النمو الاقتصادي واتساع الفجوة في الدخل مقارنةً بالدول الغنية، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية. وعلى الرغم من توافر العديد من الحلول المبتكرة التي بإمكانها دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في هذه المنطقة، إلا أنه لا يتم تخصيص سوى 2% من التمويل المناخي العالمي لتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم.
وفي هذه المناسبة، قال بيل غيتس، الرئيس المشارك لـ "مؤسسة بيل ومليندا غيتس": "العالم بحاجة مُلحّة إلى ضخ استثمارات كبيرة من أجل تطوير الحلول المبتكرة التي تضمن تزويد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا بالأدوات والموارد اللازمة، حتى يتمكّنوا من تحسين ممارساتهم الزراعية وتأمين الغذاء والتأقلم بمرونة عالية في مواجهة تحديات التغير المناخي. وعلينا أن نؤمن باحتياجات المزارعين واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أجندة المناخ الدولية".
وتضطلع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، أكبر شبكة أبحاث زراعية دولية مموّلة من القطاع العام، بدور محوري في دعم المنظومة الغذائية المستدامة في عالم يقع تحت وطأة التحديات المناخية. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم إطلاق خطة استثمارية مدتها ثلاث سنوات بهدف تأمين 4 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2027 للوصول إلى 500 مليون مزارع بحلول عام 2030 وتزويدهم بحلول مبتكرة للتصدي والتأقلم مع التحديات المناخية والحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن القطاع الزراعي بمقدار 1 جيجا طن سنوياً – أي ما يُعادل الحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أكثر من 200 مليون سيارة.
ومن جانبها، قالت البروفيسور لينديوي ماجيل سيباندا، رئيس مجلس إدارة المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية: "نحن على استعداد تام لتوسيع نطاق استخدام الحلول المبتكرة التي أثبتت جدارتها بالفعل في دعم المزارعين في المناطق المعرضة للمخاطر، مثل أفريقيا وجنوب آسيا، ونجحت في تعزيز قدرتهم على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية. وكان من بين هذه الحلول المبتكرة توفير المزيد من الأصناف المحسّنة من المحاصيل التي تتحمل الإجهاد والظروف الطبيعية المجهدة، مثل الكسافا والدخن، بالإضافة إلى طرح أدوات واستراتيجيات جديدة مستخدمة في دعم النظم البيئية الصحية من خلال إعادة تأهيل واستصلاح الأراضي المتدهورة، وكذلك تزويد المزارعين بالمعلومات والتوقعات المناخية على الأجل الطويل استعداداً للظواهر المناخية المتطرفة، مثل تغير أنماط هطول الأمطار، ومن ثمّ تجاوز تحدياتها".
وقد أعلنت مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" اليوم ضخ استثمارات بقيمة 100 مليون دولار، تماشياً مع التزام دولة الإمارات بتكريس 100 مليون دولار، دعماً للمؤسسات الرائدة، مثل "المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية"، التي تتصدر طليعة المساعي الداعمة لتطوير الابتكارات الزراعية. كما سيشمل تمويل المؤسسة دعم جهود AIM4Scale، وهي مبادرة جديدة للتأقلم مع التحديات المناخية ستعلن عنها دولة الإمارات. وستواصل المؤسسة توسيع نطاق تعاونها مع شركاء آخرين من الدول والمنظّمات الخيرية والمؤسسات المالية، بهدف تسريع وصول صغار المزارعين إلى الابتكارات الزراعية عبر منطقة أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا من خلال إصلاح السياسات التنظيمية وتخفيف المتطلبات المرتبطة بالتمويل.
المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية "أفضل داعم" للتأقلم مع التغير المناخي
ساهمت المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، على مدار أكثر من 50 عاماً، في إنقاذ حياة الملايين من الأشخاص وتحقيق وفورات بقيمة تجاوزت تريليونات الدولارات في جميع أنحاء العالم. وبفضل التزامها بدعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، حققت جهودها ومبادراتها مكاسب إنسانية مذهلة تناهز تلك التي تحققها اللقاحات المنقذة للحياة. وهي تواصل دورها المحوري في إيحاد حلول مبتكرة ذات تأثير قوي وبتكلفة منخفضة للغاية، فكل دولار تستثمره في مبادراتها وأعمالها يحقق مردوداً عظيماً بقيمة 10 دولارات في الارتقاء بمستوى المجتمعات الزراعية المحلية.
ومع إعلان مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" اليوم، فقد بلغت قيمة تعهداتها لـ "المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية" 315 مليون دولار، لتواصل بذلك مساهماتها على ساحة الجهود الدولية المتنامية التي تدعو المجتمع الدولي للعمل على مواجهة تحديات التغير المناخي والعمل نحو مستقبل مستدام. فضلاً عن ذلك، تم تأمين تمويلات جديدة للمجموعة من عدة دول مانحة بقيمة تتجاوز الـ 800 مليون دولار خلال الفترة الممتدة بين عامي 2023 – 2024.
ويأتي دعم مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" للقطاع الزراعي خلال مؤتمر الأطراف "كوب 28" استمراراً لالتزاماتها السابقة التي يعود تاريخها للعام 2017 والتي أعلنت خلالها مساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة للتأقلم مع التداعيات المترتبة على أزمة التغير المناخي. لمعرفة المزيد حول نهج مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" في تطوير سلسلة من حلول الزراعة الذكية مناخياً، والتطبيقات الجديدة للتقنيات الرقمية، ومنهجيات العمل منخفضة الانبعاثات الكربونية في تربية المواشي على نطاق صغير، وغيرها من الابتكارات التي تقدم حلولاً قادرة على تلبية الاحتياجات المهملة للمزارعات، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني: https://www.gatesfoundation.org/ideas/climate-adaptation.
شارك هذا المقال