شبكة CGTN: الصين تعمل على تعميق حركة الإصلاح والانفتاح وتجذب المستثمرين العالميين
بكين، 29 مارس 2024 /PRNewswire/ -- أُقيم حفل افتتاح المؤتمر السنوي Boao Forum for Asia (BFA) لعام 2024 في بوآو بمقاطعة هاينان جنوبي الصين يوم الخميس، حيث ألفى كبير المشرعين الصينيين Zhao Leji كلمة رئيسية أكد فيها على الإمكانات الاقتصادية للصين، مناشدًا المستثمرين الدوليين وداعيًا إلى التضامن والتعاون الآسيوي من أجل الرخاء الإقليمي.
وأكد Zhao، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أن الصين تنتهج طريق التنمية العالية الجودة وتعمق حركة الإصلاح والانفتاح، الأمر الذي قال إنه سيوفر فرص تنمية عظيمة لآسيا والعالم بأسره.
"الاستثمار في الصين هو استثمار في المستقبل"
وضعت الصين هدف نمو اقتصادي يبلغ نحو 5 في المائة لعام 2024، حين قد نما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 5.2 في المائة العام الماضي، وهو أحد أعلى المعدلات المحرزة بين الاقتصادات الكبرى. ويمثل الاقتصاد الصيني نحو ثلث النمو العالمي، وقد توقع صندوق النقد الدولي في العام الماضي أن تؤدي زيادة بمقدار نقطة مئوية واحدة في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين إلى زيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية في الاقتصادات الآسيوية الأخرى.
وتعمل الصين الآن على تعميق الإصلاحات من أجل تقوية اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة. على سبيل المثال، تعهدت الصين بمواصلة تقليص القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، وإزالة كل القيود المفروضة على وصول الاستثمار الأجنبي إلى قطاع التصنيع، وتقديم معاملة للشركات الأجنبية تماثل ما يُقدَّم للكيانات المحلية.
في 22 مارس، طرحت وزارة التجارة الصينية القائمة السلبية الأولى للتجارة عبر الحدود في قطاعات الخدمات على المستوى الوطني، حيث تكون القطاعات غير المدرجة بها، افتراضيًا، مفتوحة لموردي الخدمات من الأجانب بموجب نفس الشروط المطبقة على موردي الخدمات المحليين. وتعدُّ هذه خطوة رئيسية نحو مزيد من الانفتاح في الصين.
وكذلك وعدت الصين ببلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. وتظهر البيانات الرسمية أن قدرة الطاقة الشمسية المركبة في الصين تمثل ما يقرب من نصف مقدارها في العالم كله، ويمثل عدد مركبات الطاقة الجديدة المسجلة في الصين أكثر من نصف مركبات هذا النوع في العالم كله، وأن ما لا يقل عن 25 في المائة من توسع أعمال التشجير منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على مستوى العالم قد تم في الصين وحدها. وقال Zhao إن التنمية المراعية للبيئة والمنخفضة الكربون في الصين من المتوقع أن تغذي سوقًا بقيمة 10 تريليون يوان (نحو 1.4 تريليون دولار أمريكي) للاستثمار والاستهلاك كل عام.
وبالإضافة إلى ذلك، تنمو المحركات الجديدة للاقتصاد الصيني - الناتجة من الابتكار التكنولوجي - نموًا حثيثًا بدورها. وفي منتدى التنمية الصيني China Development Forum الذي اختتم أعماله مؤخرًا، قال Li Qiang، رئيس مجلس الدولة الصيني، إن القيمة المضافة للصناعات الناشئة الاستراتيجية في الصين زادت من 7.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي قبل 10 سنوات إلى أكثر من 13 في المائة العام الماضي، وتجاوز حجم الاقتصاد الرقمي الصيني 50 تريليون يوان، وإن الصين تملك ما يصل إلى 24 من أفضل 100 تجمع للإبداع العلمي والتكنولوجي على مستوى العالم.
وأضاف قائلاً: "ستشهد إمكانات السوق الصينية الضخمة التي تضم أكثر من 1.4 مليار شخص مزيدًا من الانفتاح. إن الاستثمار في الصين هو استثمار في المستقبل."
لا بديل للتعاون من أجل تحقيق الرخاء العالمي
أعرب Zhao عن تفاؤله بشأن التنمية في آسيا في المنتدى، قائلا إنها "أكثر منطقة واعدة ونشطة في العالم"، لكنه حذر من أن فكر فرض الحماية وعقلية الحرب الباردة يقوضان جهود بعض الدول الرامية إلى التنمية، ويدفعان العالم نحو الانقسام والمواجهة.
وتوقع تقرير نشرته BFA Academy يوم الثلاثاء أن يحافظ الاقتصاد الآسيوي على معدل نمو قوي في عام 2024، وهو ما يمثل 49 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن يصل معدل النمو إلى 4.5 في المائة.
ومع أن نمو آسيا قد يواجه ضغوطًا إثر التباطؤ الاقتصادي العالمي والصراع الجيوسياسي وعوامل أخرى، فإن العوامل الإيجابية مثل التجارة الرقمية المتسارعة وانتعاش السياحة والتقدم في التكامل الاقتصادي الإقليمي مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة هي أمور ستضيف زخمًا جديدًا للتجارة الآسيوية والاستثمار، وفقًا للتوقعات الواردة في التقرير.
وشدد Zhao على أن السلام يعد شرطًا أساسيًا لتنمية آسيا في مواجهة التهديدات الأمنية العالمية المتشابكة والمعقدة. ودعا الدول الآسيوية إلى الاتحاد والتآزر، والوقوف بشكل مشترك ضد الأحادية والأنانية المتطرفة، ومعارضة المواجهة بين الكيانات المختلفة، ومنع المنطقة والعالم من أن يصبحا ساحة للنزاع الجيوسياسي.
في منتدى Boao Forum لعام 2022، كانت الصين قد اقترحت مبادرة الأمن العالمي، لتعزيز رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام. وفي عام 2021، اقترحت الصين مبادرة التنمية العالمية، التي تعزز العولمة والتعددية والتجارة الحرة، بهدف إقامة عالم عادل ومنصف ومفتوح وشامل.
وقال Zhao: "لا توجد دولة قادرة على تطوير نفسها خلف أبواب مغلقة. وعلينا أن نعارض فكر فرض الحماية التجارية وكل أشكال إقامة الحواجز أو فصل سلاسل التوريد و قطعها، بل يجب أن نحفز تقاسم الفرص في الانفتاح والسعي لتحقيق نتائج مربحة للأطراف كلها من خلال التعاون."
شارك هذا المقال