شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN): قمة شيان التاريخية، تعهد الصين وآسيا الوسطى ببناء مجتمع أكثر تقاربًا يجمعه مستقبل مشترك
بكين, 21 مايو / أيار 2023 /PRNewswire/ -- لم يكن من قبيل الصدفة أن يقع الاختيار على مدينة شيان لتستضيف الاجتماع المباشر الذي يجمع رئيس الصين ورؤساء دول آسيا الوسطى الخمس وذلك للمرة الأولى منذ إقامة علاقاتهم الدبلوماسية منذ 31 عامًا.
فمنذ أكثر من 2100 عام، قام تشانغ تشيان، مبعوث مملكة هان، برحلته إلى الغرب انطلاقًا من تشانغآن، مدينة تقع في شمال غرب الصين يُطلق عليها الآن اسم تشيان، ليفتح بذلك أبواب الصداقة والتبادلات بين الصين وآسيا الوسطى.
وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، كلمة افتتاحية في قمة الصين ووسط آسيا التي عُقدت عند نقطة بداية طريق الحرير القديم، حيث استذكر الرئيس الصداقة التي يتجاوز عمرها آلاف السنين وأشاد بالعلاقات الحالية في هذا العصر الجديد إذ تتمتع بقدر كبير من النشاط والفعالية.
وإيضاحًا لكيفية بناء مجتمع صيني وسط آسيوي ذو مستقبل مشترك، أكّد شي على الحاجة إلى الدعم المتبادل والتنمية المشتركة والحفاظ على الأمن الشامل والصداقة الدائمة.
حضر القمة التي انعقدت من الخميس إلى الجمعة الرئيس القازاغيزي، قاسم جومارت توكاييف، والرئيس القرغيزي، صدير جابروف، والرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمان، والرئيس التركماني، سيردار بيردي محمدوف، والرئيس الأوزبكي، شوكت ميرزيوييف.
وفي أثناء اجتماعاتهم ومحادثاتهم مع شي، أعرب القادة عن ثقتهم وعزمهم على تعزيز التعاون مع الصين، معربين عن دعمهم للمبادرات الشاملة التي اقترحتها الصين بشأن التنمية والأمن والحضارة.
تحديد وتيرة التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق
من آسيا الوسطى انطلقت مبادرة الحزام والطريق، فوفقًا للخطاب الذي ألقاه الرئيس شي في جامعة نزارباييف في كازاخستان في سبتمبر 2013، اقترح لأول مرة بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير. وبعد ذلك بشهر، اقترح في أندونيسيا بناء طريق الحرير البحري للقرن الـ21.
وصرّح شين قائلًا "على مدار العقد الماضي، عملت الصين ودول آسيا الوسطى معًا عن قرب بهدف الإحياء الكامل لطريق الحرير وزيادة التعاون المستقبلي بخطوات عملية، الأمر الذي يعمل على توجيه علاقاتنا إلى حقبة جديدة"
وأكمل حديثه مشيدًا بالطريق السريع بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، والطريق السريع بين الصين وطاجيكستان، وخط أنابيب النفط الخام بين الصين وكازاخستان، وخط أنابيب الغاز بين الصين وآسيا الوسطى باعتباره طريق الحرير الحالي، وقطارات الشحن وشاحنات الشحن ورحلات قوافل الجمال الحالية بين الصين وأوروبا.
وقال شي، إنه بالإضافة إلى مجالات التعاون التقليدية، يتعين على الصين وآسيا الوسطى إيجاد محركات جديدة للنمو في مجالات التمويل والزراعة والحد من الفقر والتنمية المستدامة والمنخفضة الكربون والخدمات الطبية والصحة والابتكار الرقمي.
بلغ حجم تجارة الصين مع الدول الخمس 70 مليار دولار أمريكي في عام 2022، لتتضاعف بذلك أكثر من 100 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية. ومنذ نهاية مارس، بلغ رصيد الاستثمار المباشر للصين في آسيا الوسطى أكثر من 15 مليار دولار أمريكي، وفقًا لوزارة التجارة الصينية.
العمل معًا لتحقيق سلام دائم
وبعد إعلان دول آسيا الوسطى الخمس استقلالهم في 1991، كانت الصين من أول الدول التي اعترفت بسيادتهم على أراضيهم وأقامت علاقات دبلوماسية معهم. منذ ذلك الحين، أقامت الصين وهذه الدول شراكات استراتيجية متتابعة.
وفي قمة الجمعة، أكّد الرئيس شي مجدّدًا على ضرورة التمسك بسيادة دول آسيا الوسطى على أراضيها وأمنها واستقلالها وسلامة أراضيها، وكذلك على ضرورة احترام اختيار شعوبها لمسارات التنمية، ودعم جهودهم من أجل السلام والوئام والاطمئنان.
كما شدّد على "ضرورة العمل بمبادرة الأمن العالمي، والتصدي بحزم للمحاولات الخارجية للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو التحريض على اندلاع الثورات المتلوّنة"
ووفقًا لما ذكرة الرئيس الصيني، يجب أن تستمرّ الصين ودول آسيا الوسطى في عدم إبداء أي التسامح في التعامل مع قوى الشرّ الثلاث، الإرهاب والانفصال والتطرف، والسعي الحثيث لحلّ المشكلات الأمنية بالمنطقة.
تعزيز الحوار بين الحضارات
كما شاهد القادة، في ليلة الخميس، عرضًا فنيًا، حيث تمايل راقصون يرتدون أزياء محاربي التيراكوتا على إيقاع الطبول، بمناسبة افتتاح عام الثقافة والفن لشعوب الصين وآسيا الوسطى وكذلك مهرجان الشباب للفنون بالصين وآسيا الوسطى.
وقال شي في يوم الجمعة، إن العاملين في مجال الثقافة الذين يبعثون برسائل صداقة، وكذلك روّاد الأعمال الباحثين عن فرص عمل والعاملين في مجال الصحة الذين يتصدّون لفيروس كورونا المستجدّ والطلاب الدوليّون الذين يسعون لمزيد من التعلّم هم سفراء النوايا الحسنة في وقتنا الحالي.
وتقبل الجامعات الصينية المزيد من الطلاب من آسيا الوسطى، ممّا يعزّز التفاهم والتقارب المتبادل من خلال التبادلات الشبابية. قبل اندلاع جائحة فيروس كورونا المستجدّ، شهد عدد طلاب آسيا الوسطى الذين يكملون دراستهم في الصين زيادة سنوية بلغت 12 بالمائة بين عامي 2010 و2018.
وصرّح شين أنّ عملًا على تعزيز الحوار بين الحضرات، ستُواصل الصين تقديم منح دراسية حكومية لطلاب دول آسيا الوسطى وتفتح خدمات قطار خاصة للسياحة الثقافية في آسيا الوسطى، بالإضافة إلى تعاونات أخرى.
وقال "إن من الضروري العمل بمبادرة الحضارة العالمية، ومواصلة صداقتنا التاريخية، وتعزيز التبادلات الشعبية."
شارك هذا المقال