ما هو الفارق الذي أحدثه إستاد لوسيل، صيني التصميم والتشييد، في دولة قطر؟
بكين، 12 سبتمبر 2023 /PRNewswire/ -- تقرير أعدته صحيفة GLOBAL TIMES ONLINE الصينية:
في السنوات العشر الماضية، شاركت الصين في أعمال وتشييد العديد والعديد من كبرى المشاريع ذات الصلة بمبادرة الحزام والطريق، وجميعها أحدثت تغييرات إيجابية واسعة النطاق على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وأثرت علي الجودة الحياتية لشعوب دول مبادرة الحزام والطريق. حتى أن صور بعض المعالم المحلية التي أنشأتها الصين في تلك الدول باتت تُطبع على الأوراق النقدية الخاصة بها.
وبمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق، سعي بعض مراسلي صحيفة Yangcheng Evening News الصينية إلى زيارة المعالم المحلية التي أنشأتها الصين والمدون صورتها على الأوراق النقدية لدول مبادرة الحزام والطريق، في محاولة منهم لمعرفة الاختلافات التي أحدثتها هذه المعالم في تلك الدول.
شيدت شركة السكك الحديد الصينية الدولية المحدودة (CRCC) إستاد لوسيل لاستقبال مباريات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، ويعتبر الإستاد الرئيسي لكأس العالم. وقد بدأت عمليات التشييد والبناء في 21 نوفمبر من العام 2016، واكتملت عملية الإنشاء بالكامل في شهر سبتمبر من العام 2022.
واستضاف إستاد لوسيل المباراة الختامية وشهد لحظة تتويج النجم العالمي Messi بكأس العالم، وهي اللحظة التي غيرت حياة العديد من عامة الناس.
في شتاء العام الماضي، شاهد السيد Mohammad Qasem، سائق يعمل لدي وكالة سفريات، مباراتين في كأس العالم على إستاد لوسيل. وصرح قائلًا: "أنا لا ألعب كرة القدم، لكنني أحب Messi"، ولهذا السبب يحتفظ بتذاكر مباراة Messi الأولى في محفظته.
ولا يزال Qasem يتذكر هذه المناسبة المذهلة على الرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على حدوثها، وأضاف قائلًا: "كان إستاد لوسيل يعج بالعديد من المشجعين من مختلف أنحاء العالم رافعين أعلام بمختلف الألوان." ووفقًا لشركة CRCC، يعتبر إستاد لوسيل أكبر ملاعب كأس العالم، حيث يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 92000 متفرج في نفس الوقت.
خلال تلك الفترة، دائمًا ما كان Qasem يرصد عمالًا من مختلف الجنسيات مشغولين في موقع البناء عندما كان يقود سيارته بجوار الإستاد. وقال: "حصل الكثير من الناس على وظائف لهم في الإستاد".
ووفقًا لإحصائيات شركة CRCC، عمل في المشروع أكثر من 7000 شخص، وبلغت نسبة العمال الأجانب ما يقرب من 90% منهم من جاء من باكستان ومن بنغلاديش ومن سريلانكا، وكذلك من بعض دول مبادرة الحزام والطريق الأخرى.
Gulbahar هو أحد المهندسين الباكستانيين الذين كانوا ضمن العمال سالفين الذكر. فبعد أن كان طالب جامعي في مقاطعة لياونينغ بجمهورية الصين الشعبية، عاد Gulbahar للعمل في الشرق الأوسط بعد الانتهاء من دراسته الجامعية وإتمامه للدراسات العليا. وبفضل مشروع إستاد لوسيل، تعرف على فريق عمل شركة CRCC وانضم إليه.
وجد Gulbahar نفسه هائمًا عندما شاهد مباريات كأس العالم من مدرجات إستاد لوسيل الذي شيده بيديه، غير مصدق أن فريقه حول المخططات الهندسية المعقدة إلى واقع حقيقي ملموس.
لقد منح كأس العالم في قطر هذا البناء الأنيق لحظة "السطوع". وقد حصل الإستاد على لقب جديد يدعي "الوعاء الذهبي"، وذلك بسب واجهته الذهبية ومظهره الرائع الذي يشبه الوعاء، والذي انتشر بعد ذلك على الإنترنت، الأمر الذي شجع ملايين المعجبين لالتقاط الصور به.
واقع الأمر يدل على أن إستاد لوسيل أصبح بالفعل جزءا من الحياة المحلية لدولة قطر حتى قبل ظهوره لأول مرة بشكل رسمي. ففي شهر ديسمبر من العام 2020، أعلن مصرف قطر المركزي بشكل رسمي عن الإصدار الخامس من الأوراق النقدية القطرية، الريال القطري. وجاءت صورة إستاد لوسيل مطبوعة على الأوراق النقدية الجديدة من فئة 10 ريالات قطرية، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها بناء صيني على عملة تابعة لدولة قطر.
وبعد أن أسدل الستار عن كأس العالم، عاد إستاد لوسيل إلى الواجهة الخلفية للأحداث. ولكن لا يزال الأثر الذي أحدثه الإستاد للبلاد قائمًا.
شارك هذا المقال