شركة Huawei تُقدم مقالًا هامًا بعنوان "الأرباح الرقمية - نُضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُحَفز النمو الاقتصادي"، في معرض GITEX GLOBAL
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 19 أكتوبر 2024 / PRNewswire / -- شركة Huawei تُقدم مقالًا هامًا بعنوان "الأرباح الرقمية - نُضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُحَفز النمو الاقتصادي"، في معرض GITEX GLOBAL 2024:
ضرورة التحَوُّل الرقمي
أصبح العالم المادي والرقمي مُتشابكَين بشكل متزايد، مدفوعَين بتطورات في الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس المُتقدِّمة، والحوسبة السحابية. يُعيد هذا التقارب، المعروف باسم الثورة الصناعية الرابعة، تشكيل الأعمال بِوَتيرة غير عادية ويُسَرع النمو العالمي. في الواقع، فإنه من المتوقع أن تُمَثل الرقمنة والذكاء 70٪ من إجمالي النمو الاقتصادي العالمي على مدى السنوات الخمس المُقبلة[1]. وقد بدأ هذا التأثير بالفعل في تغيير طريقة عمل المُجتمَعات، بدءًا من المدُن الذكية التي تعمل على تحسين استخدام الطاقة إلى التشخيص الطبي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. وإدراكًا لهذه الفُرَص، قامت أكثر من 170 دولة في الوقت الحالي بوضع استراتيجيات وطنية تُرَكز على التحَوُّل الرقمي القائم على الذكاء الاصطناعي.
إن الصلة بين التقَدُّم التكنولوجي والنمو الاقتصادي هي مسار معروف، حيث أعادت كل ثورة صناعية تعريف مشهدنا الاقتصادي، ابتداءً بالمحرك البخاري وصولًا إلى خط التجميع. ومع ذلك، فإن هذه الثورة الرقمية الحالية لها تأثير كبير بسبب السُرعة الكبيرة للابتكار وتأثيرها العميق على الطريقة التي تقوم بها الشركات بتحويل عملياتها.
يَقيس مؤشر الرقمنة العالمي أو GDI، الذي تم إنشاؤه بالاشتراك مع IDC، مدى تَقدُّم هذا التحول الرقمي عبر البلدان، ويُسَلط الضوء على العلاقة الواضحة بين نضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولة وازدهارها الاقتصادي. والأهم من ذلك، يوضح البحث كيف تُسرّع الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية الرقمية النمو الاقتصادي بشكل كبير، ويُظهر كيف يمكن للبلدان في مراحل مختلفة من النضج الرقمي الاستفادة من هذا التَحَوُّل لدفع اقتصاداتها إلى الأمام.
مشهد النُضج الرقمي
يستند تقرير مؤشر الرقمنة العالمي GDI لعام 2024 - الذي يُبني على مؤشر الاتصال العالمي السابق - إلى بحث أُجري مع أكاديميين وخبراء، ويضم 77 دولة، تُمَثل 93٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80٪ من سكان العالم. يُصَنف التقرير الدول إلى ثلاث مجموعات: الرواد، والمُتبنّون، والدول الناشئة، حيث تَعكِس كل مجموعة مَرحلة مُختلفة من النُضج الرقمي، حيث يتصدَّر الرُّواد مثل الولايات المتحدة والصين وسنغافورة كلاً من الاتصال واسع النطاق والأُسس الرقمية، ويعمل المُتبنون مثل إسبانيا وماليزيا على توسيع قدراتهم الرقمية بسرعة، بينما تقوم الدُّول الناشئة مثل فيتنام ببناء الأساس لمستقبلهم الرقمي.
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى اتساع فجوة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، فمن عام 2019 إلى عام 2023، بلغت نسبة نمو الاستثمار في البنية التحتية الرقمية بين الرواد والمتبنين والدول الناشئة 18:3:1، بزيادة سنوية متوسطة قدرها 7.2 مليار دولار أمريكي و1.1 مليار دولار أمريكي و400 مليون دولار أمريكي على التوالي، ولا يُمثل هذا التفاوُت مجرد رقم؛ بل هو مؤشر قوي على المسارات الاقتصادية المُتباينة التي تواجهها هذه الدول، حيث يُظهر البحث أن كل دولار أمريكي يتم استثماره في التحَوُّل الرقمي يُوَفر عائدًا قدره 8.3 دولار أمريكي للاقتصاد الرقمي للدولة.
تأثير الأرباح الرقمية
في صميم نتائج التقرير يكمن اكتشاف مذهل: بالنسبة للدول الرائدة، تُترجَم كل زيادة بمقدار نقطة واحدة في مؤشر التنمية إلى زيادة قدرها 945 دولارًا أمريكيًا في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا التأثير الاقتصادي أعلى بمقدار 2.1 مرة من البلدان المتبنية و5.4 مرة من البلدان الناشئة، وهذا هو تأثير الأرباح الرقمية في الحياة الواقعية.
ولكن ما الذي يدفع هذا التأثير؟ تكمُن الإجابة في ديناميكيات النظام البيئي للاقتصادات الرقمية الناضجة. في الدول الرائدة، نرى أنظمة بيئية رقمية مُتَقدمة حيث تتفاعل التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية بسلاسة.
تُعَزز هذه النظُم البيئية تأثيرات الشبكة، حيثُ تزداد قيمة الخدمات الرقمية بشكل كبير مع كل مُستخدِم أو اتصال جديد. وعلاوة على ذلك، فإن تراكُم البيانات واستخدامها الذكي يدفعان الابتكار بوتيرة غير مسبوقة في الاقتصادات الأقل نُضجًا من الناحية الرقمية.
على سبيل المثال؛ في ميناء تيانجين في الصين، أدى دمج الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء إلى إنشاء محطة ذكية خالية من الكربون، وقد أدى هذا التحوُّل الرقمي إلى تقليل وقت نقل الحاويات بنسبة 50٪ وانخفاض استهلاك الطاقة بنسبة 17٪ مقارنة بالمحطات التقليدية، مما يجعله نموذجًا مُصَغرًا لكيفية تعظيم النُضج الرقمي للكفاءة الاقتصادية والاستدامة.
الطبيعة المُرَكبة للاستثمارات الرقمية
إن ما يجعل تأثير العائد الرقمي قويًا للغاية هو طبيعته المركبة، ولا يمكن تحقيق وجود التقنيات الرقمية بمعزل عن بعضها البعض، فهي تُبني على بعضها البعض وتُعَزز بعضها البعض. إن طرح شبكات 5G، على سبيل المثال، لا يُحَسن الاتصال فحسب؛ بل إنه يُمَكّن الحوسبة الطرفية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، ونشر إنترنت الأشياء IoT على نطاق واسع، ويخلق هذا التأثير المُرَكَّب حلقة قوية من الابتكار والنمو.
وعلاوة على ذلك، ومع تَطَوُّر هذه التقنيات، فإنها تُوَلد كميات هائلة من البيانات، وفي الاقتصادات الناضجة رقميًا، تُصبح هذه البيانات عامل إنتاج جديد، مما يُغَذي أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تسريع الابتكار والمكاسب الإنتاجية بشكل أكبر. وهي دورة ذاتية التعزيز تُفَسِّر سبب قدرة الدول المتقدمة رقميًا على استخراج قيمة أكبر بكثير من التحسينات الإضافية في درجات مؤشر التنمية الرقمية GDI لديها.
سد الفجوة: دعوة إلى العمل
يُقدِّم تأثير الأرباح الرقمية تحديًا وفرصةً على حد سواء، بالنسبة للدول المُبتدِئة والمُتبنيَّة، فهو يؤكد على الحاجة المُلحة لتسريع التَحَوُّل الرقمي لتَجَنُّب المزيد من التَّخلُّف عن الركب، ومع ذلك، فإنه يُقدم أيضًا خارطة طريق لتجاوُز مراحل التطور ويُحَدد أربعة مُمكّنات للعالَم الذكي؛ وهي: الاتصال واسع الانتشار، والأُسس الرقمية، والطاقة الخضراء، ويدعمها سياسات ونظام بيئي داعم، مما يضمن أن يكون أي تطور رقمي مستدامًا ومرنًا.
يجب على الدول المُبتدِئة إعطاء الأولوية لبناء بنية تحتية قوية للاتصال؛ سواء كانت ذات نطاق عريض ثابت او مُتنقِّل، وقد أظهرت الأبحاث أن الدول التي تتفوق في كِلا النطاقين (مع سرعات للنطاق العريض الثابت تزيد عن 150 ميجابت في الثانية وسرعات للنطاق المتنقل (اللاسلكي) تزيد عن 80 ميجابت في الثانية)، تشهد ارتفاعًا كبيرًا في مُعامَلات التجارة الإلكترونية للفرد، مما يُطلق إمكانات اقتصادية رقمية أكبر.
وقد أنجزت إندونيسيا، وهي دولة "ناشئة" في مؤشر التطور الرقمي العالمي، مؤخرًا مبادرتها الوطنية لتطوير الألياف البصرية. مما يوفر الوصول إلى الإنترنت لما يقرب من 6 ملايين شخص عبر 57 مدينة ومُقاطَعة، بالإضافة إلى 16.4 مليون شخص آخر. وتُغطي شبكة الجيل الرابع في إندونيسيا أكثر من 94٪ من المدن والقرى ويبلغ معدل انتشار الإنترنت في البلاد 79.5٪. وقد مكّن هذا التطور المُنسق إندونيسيا من أن تُصبح أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في جنوب شرق آسيا، حيث وصل اقتصاد إندونيسيا الرقمي في عام 2023 إلى 82 مليار دولار أمريكي، وتم إنشاء أكثر من 15 شركة ناشئة ناجحة unicorn، وبحلول عام 2030، من المُتَوقَّع أن يتجاوز الاقتصاد الرقمي للبلاد 210 مليار دولار أمريكي.
وتحتاج الدول المُتَبنيَة إلى التركيز على كل من الاتصال والأسس الرقمية، حيث يمكن أن تُساعد الاستثمارات في مراكز البيانات والخدمات السحابية وقدرات الذكاء الاصطناعي هذه الدول على تسريع رحلتها نحو النضج الرقمي. وتُجَسد خطة توسيع مركز البيانات في المكسيك هذا النهج، حيث تهدف المكسيك بحلول عام 2029، إلى إنشاء 73 مركزًا جديدًا للبيانات، تُكمل عمل مراكز البيانات الحالية البالغ عددها 15 مركزًا، ومن المُتوَقع أن تُعزز هذه المبادرة الناتج المحلي الإجمالي الوطني وتخلق 68198 وظيفة مباشرة وغير مباشرة. وتُظهر هذه الاستثمارات المُستهدفة في البنية التحتية الرقمية كيف يُمكن للبلدان المُتبنيَّة الاستفادة من التكنولوجيا لدفع النمو الاقتصادي وخلق فُرَص العمل في القطاعات الرئيسية.
وبالنسبة إلى الدول الرائدة، فإن التحدي هو الحفاظ على تقدمهم، وهذا لا يتطلب الاستثمار المُستمِر في التقنيات المتطورة فحسب، بل يتطلب أيضًا تطوير المواهب والسياسات اللازمة للاستفادة الكاملة من هذه الابتكارات. تُظهر بياناتنا أنه في حين أن نسبة خريجي مسار العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM متشابهة في جميع هذه المجموعات (حوالي 25٪)، إلا أن الدول الرائدة تقوم بتحويل 95٪ من هؤلاء الخريجين إلى متخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مقارنة بـ 15٪ فقط في البلدان الناشئة.
مُستقبَل الاقتصاد الرقمي
وبينما نتطلع إلى المُستقبَل، تَعِد التقنيات الناشئة مثل الحوسبة الكميَّة وأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة بزيادة تأثير المكاسب الرقمية. وتتمتع هذه التقنيات بالقُدرة على حل المشاكل المُعقدة في مجالات تتراوح بين اكتشاف الأدوية ونمذجة المناخ، مما يخلق ناقلات جديدة للنمو الاقتصادي.
وعلاوة على ذلك، لا يمكن المبالغة في تقدير الدور الذي تلعبه البنية التحتية الرقمية في ضمان المرونة الاقتصادية، وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 كيف كانت الدول الناضجة رقميًا مجهزة بشكل أفضل للتكيف مع الاضطرابات، والحفاظ على النشاط الاقتصادي من خلال العمل عن بُعد، والتعليم عبر الإنترنت، والخدمات الرقمية.
إن القرارات التي نتخذها اليوم بشأن الاستثمار في مستقبلنا الرقمي ستحدد المسارات الاقتصادية للدول لعقود قادمة. ويبين لنا تأثير المكاسب الرقمية أنه في السباق نحو النضج الرقمي، لم تكن المخاطر أكبر من أي وقت مضى - ولكن المكافآت المحتملة ليست كذلك.
[1] 1 المنتدى الاقتصادي العالمي WEF)) |
الصورة - https://mma.prnewswire.com/media/2530924/GDI_website.jpg
شارك هذا المقال