خفض حدة التوترات أولوية في الشرق الأوسط
مدينة بكين، 27 ديسمبر 2024 /PRNewswire/ -- تقرير من صحيفة الشعب اليومية:
لقد شهد الوضع في سوريا تغيرات متصاعدة في الأيام الأخيرة، ما أضاف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد الأمني الهش بالفعل في منطقة الشرق الأوسط. وهذا يذكر المجتمع الدولي مرة أخرى بأن الفوضى الأمنية في الشرق الأوسط يجب ألا تستمر إلى أجل غير مسمى، وأنه من الضروري خفض التصعيد في المنطقة.
على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية، تحمل الشعب السوري حروبًا وصراعات لا نهاية لها. حاليًا، الوضع في سوريا على أعتاب مفترق طرق جديد، والطريق نحو الأمام يعتمد على اختيارات جميع الأطراف المعنية.
من أجل استقرار الوضع في سوريا، ينبغي على المجتمع الدولي أن يلتزم بشكل حقيقي بسيادة سوريا وسلامة حدودها، وأن يدعم سوريا في تحقيق السلام في أقرب وقت ممكن، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتعزيز عمليتها السياسية الداخلية بما يتماشى مع مبدأ القيادة والملكية السورية، وإيجاد خطة لإعادة الإعمار تلبي تطلعات الشعب السوري من خلال الحوار الشامل.
يجب على المجتمع الدولي أن يحترم بجدية اختيار الشعب السوري وأن يخلق الظروف اللازمة لاستعادة السلام والنظام في سوريا.
لانتشال الشعب السوري من الوضع الصعب، يجب على جميع الدول أن تتعاون لتقديم يد العون لسوريا، والتخفيف من وطأة وضعها الإنساني الخطير، ومنع عودة أزمة اللاجئين السوريين.
يجب على المجتمع الدولي أن يولِي اهتمامًا كافيًا للفوضى والتهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية والقوى المتطرفة بعد التغيرات المتصاعدة في الوضع السوري. يجب أن تعارض سوريا المستقبلية بحزم جميع أشكال الإرهاب والقوى المتطرفة.
إن عدم الاستقرار والصراعات المتكررة في الشرق الأوسط قد أثرا بشكل خطير على السلم والأمن الدوليين. منذ اندلاع الصراع في غزة، ظل الشرق الأوسط في أزمات متصاعدة، منها: الصراع الإسرائيلي مع فلسطين ولبنان وإيران، فضلًا عن التوترات في البحر الأحمر، والاضطرابات الأخيرة في سوريا.
وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني، شهد هذا العام تصعيدًا كبيرًا في النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، حيث ارتفعت أعداد الوفيات الناتجة عن أحداث العنف بنسبة هائلة بلغت 315%.
يجب ألا يصبح الشرق الأوسط، الذي كان ذات يوم قمةَ الحضارة في تاريخ البشرية، مكانًا يفتقر إلى السلام في العصر الحالي. ومن الضروري اتخاذ تدابير عملية لتخفيف حدة التوترات في المنطقة.
لحل الفوضى في الشرق الأوسط، لا بد من وقف إطلاق النار على الفور، ووقف العنف، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية.
لا يتحقق الأمن بالقوة، ولا يُستخدم العنف لإنهاء العنف، فهذا يولّد المزيد من المشكلات. يجب على جميع الأطراف المعنية الالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتوقف عن اتخاذ إجراءات تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية، وتجنب خلق عقبات جديدة أمام تحقيق وقف إطلاق النار.
يجب على الدول ذات التأثير الكبير على أمن الشرق الأوسط أن تتصرف بمسؤولية، وأن تمتنع عن الحيل السياسية الخطيرة التي تفاقم الوضع، وأن تلعب دورًا بنّاءً في إخماد نيران الحرب.
يجب عدم تسييس القضايا الإنسانية في مناطق النزاع، وألا تُستخدم أرواح المدنيين كأوراق ضغط سياسي. يجب على جميع الأطراف المعنية الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والمساعدة في تحسين الوضع الإنساني، وتخفيف معاناة الناس في المنطقة.
إن الطريق الأساسية للخروج من هذه الفوضى في الشرق الأوسط تكمن في التمسك بالتسوية السياسية واستئناف الحوار والمفاوضات.
وينبغي أن يتحمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسؤولية الحفاظ على السلم والاستقرار في الشرق الأوسط، على جميع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يقدموا مساهمات فعالة لتحقيق هذه الغاية.
ويجب عليهم مواصلة جهودهم من أجل الحوار والتشاور، والحفاظ على زخم المصالحة الإقليمية من جرّاء استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، وحل الخلافات من خلال قبول الآخر، وتعزيز الثقة المتبادلة من خلال التعاون، وبناء هيكل أمني جديد ومستدام في الشرق الأوسط على أساس تلبية اهتمامات كل طرف.
وينبغي تنفيذ حل الدولتين في أقرب وقت ممكن لمنع تهميش القضية الفلسطينية مرة أخرى.
إن الشرق الأوسط ينتمي إلى شعوب الشرق الأوسط، ومستقبل ومصير بِلدان الشرق الأوسط كان ينبغي أن يكونا منذ فترة طويلة في أيدي السكان المحليين أنفسهم.
على المجتمع الدولي أن يحترم بشدة سيادة وسلامة حدود البلدان في المنطقة، وأن يتصرف بصدق وفقًا لخصائص القضايا كل على حدة والالتزام بالإنصاف والعدالة الدوليين، وأن يساعد البلدان الإقليمية في إيجاد حلول للنزاعات بدل أن يضع الحلول عوضًا عنهم.
يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون لتشجيع جميع البلدان في الشرق الأوسط على وضع خلافاتها السابقة جانبًا، وحل الضغائن فيما بينها. بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودولة عُظمى مسؤولة، ستقف الصين دائمًا إلى جانب السلام والإنصاف والعدالة. وسوف تستمر في لعب دور بنّاء لتخفيف حدة الوضع في الشرق الأوسط والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
شارك هذا المقال