CGTN: كيف تدفع الصين التنمية المستقبلية للجنوب العالمي
بكين، 26 أكتوبر 2024 /PRNewswire/ -- لطالما كان التعاون العملي هو الأساس الذي تقوم عليه آلية بريكس، وخير مثال على ذلك إطلاق بنك التنمية الجديد (NDB).
بمقره الرئيسي الواقع في شنغهاي، تأسس بنك التنمية الجديد بالتعاون بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا عام 2014 لتعبئة الموارد لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء في مجموعة بريكس وغيرها من اقتصادات السوق الناشئة والدول النامية.
ولقد حافظ بنك التنمية الجديدة على التنمية الاقتصادية لدول مجموعة البريكس وساهم في تحسين وتطوير نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية، من خلال منحه الموافقة على أكثر من 100 مشروع في جميع البلدان الأعضاء بمبلغ يقدر بـ 35 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023.
قال الرئيس الصيني Xi Jinping خلال حوار قادة بريكس بلس في كازان في روسيا يوم الخميس: "إن النهوض الجماعي للجنوب العالمي هو سمة مميزة للتحول العظيم في جميع أنحاء العالم".
ودعا دول الجنوب العالمي إلى الاسترشاد بحكمتها وقوتها الجماعية وتحمل مسؤوليتها في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك لصالح البشرية.
السعي إلى الأمن المشترك، والتبادلات بين الحضارات
أشار Xi إلى أن بلدان بريكس بلس يجب أن تكون قوة استقرار للسلام، وتعزيز حوكمة الأمن العالمي، وعليها استكشاف الطرق لمعالجة كل من أعراض القضايا الساخنة وأسبابها الجذرية.
وفيما يتعلق بأزمة أوكرانيا، أرسلت الصين مراراً وتكراراً مبعوثين خاصين للمشاركة في الدبلوماسية المكوكية، وتمهيد محادثات وقف إطلاق النار. على سبيل المثال، زار Li Hui منذ أواخر يوليو، وهو الممثل الخاص للحكومة الصينية في الشؤون الأوراسية، البرازيل وجنوب إفريقيا وإندونيسيا – الأعضاء الرئيسيين في الجنوب العالمي.
كما أصدرت الصين والبرازيل بشكل مشترك بيان إجماع يضم ست نقاط وأطلقت مجموعة أصدقاء السلام لمعالجة الأزمة جنبًا إلى جنب مع دول جنوب العالم الأخرى.
وفي الوقت نفسه، وقفت الصين وسيطةً بين الفصائل الفلسطينية حتى تصالحت في بكين في شهر يوليو، وهو ما شكّل خطوة رئيسية نحو السلام في الشرق الأوسط.
وقد حث Xi على حلّ التصعيد بصورة مبكرة لتمهيد الطريق أمام التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا ودعا إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة وإعادة إحياء حل للدولتين.
كانت التبادلات بين الشعوب والتبادلات الثقافية بين بلدان بريكس في أوجها في السنوات الأخيرة، وقد نُظِّمت فعاليات مثل المهرجانات السينمائية والألعاب الرياضية والأفلام الوثائقية التي ساهمت في إرساء جسور التواصل بين الناس.
في أواخر سبتمبر، عقد الحوار الحضاري لدول البريكس في كازان، ودعا إلى أخذ مبادرة الحضارة العالمية بجدية وممارستها بنشاط واستغلال تعاون بريكس بلس كمنصة تواصل لتعميق التبادلات الثقافية باستمرار.
وأشار Xi إلى أن تنوع الحضارات هو إحدى أهم الميزات الفطرية في العالم، وحث على الجهود الرامية إلى الدعوة إلى التبادلات الثقافية بين الحضارات وتعزيز التواصل والحوار لرعاية التنمية في جميع الحضارات والسعي إلى تحقيق الانسجام بينها.
الرخاء من خلال التنمية
بالنظر إلى احتياجات التنمية المتطورة في دول مجموعة البريكس، طرح Xi برنامج بريكس بلس في قمة 2017 في مدينة شيامن الساحلية في الصين، مشجعًا على زيادة مشاركة الأسواق الناشئة والدول النامية الأخرى.
وقال Xi في قمة بريكس الرابعة عشرة في عام 2022: "في ظل الظروف الجديدة، تنكشف أهمية متابعة بلدان البركس مسيرة التنمية والتطوير بروح الانفتاح وتعزيز التعاون بأذرع مفتوحة".
وبصفتها قوة اقتصادية مهمة في العالم، مدت الصين يد العون للبلدان النامية الأخرى لمساعدتها في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، فأدت دورًا حيويًا في آلية تعاون بريكس.
وقد ساهمت مبادرة التنمية العالمية منذ إطلاقها قبل ثلاث سنوات في توفير ما يقرب من 20 مليار دولار من أموال التنمية وإطلاق أكثر من 1,100 مشروع.
أعلنت الصين عن ترقية صندوق مساعدات التعاون جنوب-جنوب إلى صندوق التنمية العالمي والتعاون جنوب-جنوب، وزيادة إجمالي تمويله إلى 4 مليارات دولار، داعمًا عبر ذلك أكثر من 150 مشروعًا. وبالإضافة إلى ما سبق، تم تأسيس مركز التميز للتحالف العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي لأغراض الصناعة والتصنيع في شنغهاي.
وقال Xi إن الجنوب العالمي ينهض من أجل التنمية ويزدهر من خلال التنمية، وحث بلدان بريكس بلس على أن يجعلوا من أنفسهم القوة الدافعة الرئيسية للتنمية المشتركة.
وأضاف أن الصين ستبني أيضًا بوابة مجتمع الجمارك الذكية العالمية ومركز بريكس للتميز الجمركي لتفتح الباب للمشاركة النشطة من جميع البلدان.
شارك هذا المقال